الاثنين، 11 يونيو 2012


أما حديث الماء المشمس فورد مرفوعا من حديث عائشة . ومن حديث أنس وابن عباس وموقوفا على عمر.
قال الإمام الزيلعي أما حديث  عائشة فله خمس طرق :
أحدها : عند الدارقطني ثم البيهقي في " سننهما " (وَابْن عدي فِي «كَامِله» ، وَأَبُو نعيم فِي كتاب «الطِّبّ» [1]) عن خالد بن إسماعيل عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت : أسخنت ماء لرسول الله صلى الله عليه و سلم في الشمس ليغتسل به فقال لي : " يا حميراء لا تفعلي فإنه يورث البرص " انتهى . قال الدارقطني : خالد بن إسماعيل متروك وقال ابن عدي : يضع الحديث على ثقات المسلمين . (وَقَالَ أَبُو حَاتِم بن حبَان : لايجوز الِاحْتِجَاج بِهِ بِحَال . وَقَالَ الْأَزْدِيّ : كَذَّاب ، يحدث عَن الثِّقَات بِالْكَذِبِ .
لَا جرم أَن الْبَيْهَقِيّ لَمَّا ذكره فِي «سنَنه» قَالَ : هَذَا حَدِيث لَا يصحّ .[2]) قال في المجموع : هذا الحديث المذكور ضعيف باتفاق المحدثين وقد رواه البيهقى من طرق وبين ضعفها كلها ومنهم من يجعله موضوعا.


الثانية : عند ابن حبان في " كتاب الضعفاء " عن أبي البختري وهب بن وهب عن هشام به قال ابن عدي : هو شر من خالد . (وَهُوَ من رُؤَسَاء الْكَذَّابين ، قَالَ أَحْمد : كَانَ كَذَّابًا يضع الحَدِيث . وَقَالَ أَبُو بكر بن عَيَّاش ، وَابْن الْمَدِينِيّ ، والرازي : كَانَ كذَّابًا . وَقَالَ يَحْيَى : كَذَّاب خَبِيث ، كَانَ عَامَّة اللَّيْل يضع الحَدِيث . وَقَالَ عُثْمَان بن أبي شيبَة : ذَاك دَجَّال . وَقَالَ السَّعْدِيّ : كَانَ يكذب ويجسر . وَقَالَ عَمْرو بن عَلّي : كَانَ يكذب ، ويحدِّث بِمَا لَيْسَ لَهُ أصل . وَقَالَ مُسلم ، وَالنَّسَائِيّ : مَتْرُوك الحَدِيث . زَاد الدَّارَقُطْنِيّ : وكَذَّاب . وَقَالَ الْعقيلِيّ : لَا أعلم لَهُ حَدِيثا مُسْتَقِيمًا ، كُلّها بَوَاطِيلُ .[3])
الثالثة : عند الدارقطني عن الهيثم بن عدي عن هشام به قال النسائي والدارمي : الهيثم بن عدي متروك ونقل ابن الجوزي عن ابن معين أنه قال : كان يكذب . (وقَالَ بن الملقن قال عَلّي : لَا أرضاه فِي شَيْء . وَقَالَ السَّعْدِيّ : سَاقِط ، قد كشف قناعه . وَقَالَ أَبُو دَاوُد : كَذَّاب . وَقَالَ الرازي والأزدي : مَتْرُوك الحَدِيث . وَقَالَ ابْن حبَان : لَا يجوز الرِّوَايَة عَنهُ إلاَّ عَلَى سَبِيل الِاعْتِبَار ، وَلَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ .[4])
الرابعة : عند الدارقطني عن عمرو بن محمد الأعشم عن فليح عن عروة عن عائشة قالت : نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يتوضأ بالماء المشمس أو يغتسل به وقال : " إنه يورث البرص " انتهى . قال الدارقطني : عمرو بن محمد الأعشم منكر الحديث ولم يروه عن فليح غيره ولا يصح عن الزهري وأغلظ ابن حبان في عمرو بن محمد الأعشم القول وذكر ابن الجوزي هذا الحديث من هذه الطرق الأربعة في " الموضوعات " (وقال أبو حاتم بن حبان : عمرو هذا يروي عن الثقات المناكير ، ويضع أسامي المحدثين ، لا يجوز الاحتجاج به بحال .[5])

الطريق الخامس : رواه الدارقطني في " كتابه غرائب مالك " من حديث إسماعيل بن عمرو الكوفي عن ابن وهب عن مالك عن هشام به ولفظه : قالت : سخنت لرسول الله صلى الله عليه و سلم ماءا في الشمس يغتسل به فقال : " لا تفعلي يا حميراء فإنه يورث البرص " انتهى . قال الدارقطني : هذا باطل عن مالك وعن ابن وهب ومن دون ابن وهب ضعفاء وإنما رواه خالد بن إسماعيل المخزومي
وهو متروك عن هشام انتهى . وإلى هذه الطريق أشار البيهقي في " سننه " فقال : وروي بإسناد آخرمنكر عن ابن وهب عن مالك عن هشام ولا يصح انتهى.
- طريق آخر أخرجه الطبراني في " معجمه الاوسط " عن محمد بن مروان السدي عن هشام بن عروة عن أبيه به وقال : لم يروه عن هشام إلا محمد بن مروان ولا يروى عن النبي صلى الله عليه و سلم إلا بهذا الإسناد انتهى . ووهم في ذلك (قال أبو حاتم : محمد بن مروان السدي ذاهب الحديث ، متروك الحديث ، لا يكتب حديثه البتة . و قال البخارى : لا يكتب حديثه البتة . و قال النسائى : متروك الحديث .
و قال فى موضع آخر : ليس بثقة ، و لا يكتب حديثه[6] . و قال ابن حبان : لا يحل كتب حديثه إلا اعتبارا ، و لا يحتج به بحال .
و قال أبو جعفر الطبرى : لا يحتج بحديثه . قال عبد الله بن نمير : كان السدى كذابا .[7])

- وأما حديث أنس فرواه العقيلي في " كتاب الضعفاء " من حديث علي بن هشام الكوفي ثنا سوادة  عن أنس أنه سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : " لا تغتسلوا بالماء الذي يسخن في الشمس فإنه يعدي من البرص " انتهى . قال العجيلي : وسوادة عن أنس مجهول وحديثه غير محفوظ ولا يصح في الماء المشمس حديث مسند إنما هو شيء يروى من قول عمر انتهى . ومن طريق العقيلي رواه ابن الجوزي في " الموضوعات " ونقل كلامه بحروفه
وأما موقوف عمر فرواه الشافعي : أخبرنا إبراهيم بن محمد الأسلمي أخبرني صدقة بن عبد الله عن أبي الزبير عن جابر أن عمر كان يكره الاغتسال بالماء المشمس وقال : إنه يورث البرص انتهى . ومن طريق الشافعي رواه البيهقي
وفي سنده الأسلمي قال البيهقي في " المعرفة " : قال الشافعي : كان قدريا لكنه كان ثقة في الحديث فلذلك روى عنه انتهى . وصدقة بن عبد الله هو " السمين " قال البيهقي في " سننه " في باب زكاة العسل " ضعفه أحمد . وابن معين . وغيرهما انتهى. (قال الحافظ:  وصدقة ضعيف وأكثر أهل الحديث على تضعيف ابن أبي يحيى لكن الشافعي كان يقول إنه صدوق وإن كان مبتدعا وأطلق النسائي أنه كان يضع الحديث وقال إبراهيم بن سعد كنا نسميه ونحن نطلب الحديث خرافة وقال العجلي: كان قدريا معتزليا رافضيا كل بدعة فيه وكان من أحفظ الناس لكنه غير ثقة وقال محمد بن سحنون لا أعلم بين الأئمة اختلافا في إبطال الحجة به.وفي الجملة فإن الشافعي لم يثبت عنده الجرح فيه فلذلك اعتمده والله أعلم.[8])
قال في المجموع : وقد اتفقوا على تضعيفه وجرحوه وبينوا أسباب الجرح الا الشافعي رحمه الله فانه وثقه.
- طريق آخر أخرجه الدارقطني ثم البيهقي عن إسماعيل بن عياش عن صفوان بن عمرو عن حسان بن أزهر قال : قال عمر : لا تغتسلوا بالماء المشمس فإنه يورث البرص انتهى . وصفوان بن عمرو حمصي ورواية إسماعيل بن عياش عن الشاميين صحيحة وقد تابعه
المغيرة بن عبد القدوس فرواه عن صفوان به ورواه ابن حبان في " كتاب الثقات " في ترجمة حسان بن أزهر " والله أعلم .(قال الشيخ الألباني: علة هذا الإسناد حسان هذا فإني لم أجد له ترجمة عند أحد سوى أن ابن حبان ذكره في " الثقات.[9])
وأما حديث بن عباس فقال ابن الملقن روي عن ابن عباس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : «من اغتسل بماء مشمس، فأصابه وضح ، فلا يلومن إلا نفسه» .
هذا الحديث غريب جدا ليس في السنن الأربعة قطعا ، حاشا الصحيحين منه ، وليس هو في «السنن الكبير» ، و «المعرفة» للبيهقي ، ولا في «سنن الدارقطني» ، و «علله» ، ولا في «المسانيد» ، فيما فحصت عنه عدة سنين فوق العشرة ، وسؤالي لبعض الحفاظ بمصر ، والقدس ، ودمشق عنه ، فلم يعرفوه إلا أني ظفرت به) في (مشيخة قاضي المرستان ، في أواخر الجزء الخامس منها ،
(وذكر اسناده)عن عمر بن صبح، عن مقاتل بن حيان ، عن الضحاك ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال :
«من احتجم يوم الأربعاء ، أو السبت ، فأصابه داء فلا يلومن إلا نفسه ، ومن اغتسل بالمشمس فأصابه وضح ، فلا يلومن إلا نفسه ، ومن بال في مستنقع ، موضع وضوئه ، فأصابه وسواس فلا يلومن إلا نفسه ، ومن تعرى في غير كن ، فخسف به فلا يلومن إلا نفسه ، ومن نام وفي يده غمر الطعام ، فأصابه لمم فلا يلومن إلا نفسه ، ومن نام بعد العصر ، فاختلس عقله فلا يلومن إلا نفسه ، ومن شبك في صلاته ، فأصابه زحير فلا يلومن إلا نفسه» .
(حديث واه) ، عمر بن صبح : كذاب ، اعترف بالوضع ، والضحاك : لم يلق ابن عباس ، وابن  المجدر : صدوق ، لكنه ناصبي منحرف عن الحق.
قال الإمام النووي في المجموع : فحصل من هذا أن المشمس لا أصل لكراهته ولم يثبت عن الاطباء فيه شئ فالصواب الجزم بأنه لا كراهة فيه وهذا هو الوجه الذى حكاه المصنف (أي صاحب المهذب) وضعفه وكذا ضعفه غيره وليس بضعيف بل هو الصواب الموافق للدليل ولنص الشافعي فانه قال في الام لا أكره المشمس الا أن يكره من جهة الطب كذا رأيته في الام: وكذا نقله البيهقى بإسناده في كتابه معرفة السنن والآثار عن الشافعي: وأما قوله في مختصر المزني الا من جهة الطب لكراهة عمر لذلك وقوله انه يورث البرص فليس صريحا في مخالفة نصه في الام بل يمكن جمله عليه فيكون معناه لا أكرهه الا من جهة الطب ان قال أهل الطب انه يورث البرص.
فهذا ما نعتقده في المسألة وما هو كلام الشافعي: ومذهب مالك وأبي حنيفة واحمد وداود والجمهور أنه لا كراهة كما هو المختار[10]
وقال أيضا : وأما المسخن فالجمهور أنه لا كراهة فيه وحكي أصحابنا عن مجاهد كراهته: وعن أحمد كراهة المسخن بنجاسة وليس لهم دليل فيه روح: ودليلنا النصوص المطلقة ولم يثبت نهي

لقد ابتكر العلم الحديث سخانات المياه بالطاقة الشمسية من خلال امتصاص الأشعة الشمسية. وأفتى العلماء بجواز استعمالها.
ويتكون هذه السخانات من خزان للمياه الساخنة  وأسطح  سوداء متجهة إلى الشمس  لتخزين الطاقة الشمسية وتلك الأسطح  تمتص أشعة الشمس وتنقل الطاقة إلى المياه المتدفقة ويتم جمع المياه الساخنة حيث لا يفقد الحرارة. وإليكم صور هذه السخانات الهندية :

  

نقلا من www.indg.in/rural-energy


[1] البدر المنير
[2] المصدر السابق
[3] المصدر السابق
[4] المصدر السابق
[5] المصدر السابق
[6] تهذيب الكمال
[7] تهذيب التهذيب
[8] التلخيص الحبير
[9] إرواء الغليل
[10] باختصار من التلخيص والمجموع ونصب الراية والبدر المنير وتهذيب الكمال وتهذيب التهذيب وإرواء الغليل مقدما النصب  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق